أكد وزير الصحة، مصطفى الفرجاني، أن قطاع الصحة في تونس سيشهد تحوّلاً كبيراً في السنوات القادمة نتيجة للثورة التكنولوجية المتسارعة، مشيرًا إلى دور الأطباء التونسيين في المهجر في تعزيز هذا التقدم، خاصة في مجال الطب الافتراضي
وفي ردّه على أسئلة النواب خلال جلسة مجلس النواب، أكّد الفرجاني أن من أولويات الوزارة في المرحلة القادمة هو تعميم الرقمنة على جميع المستشفيات، بهدف تحسين سرعة الاستقبال وجودة الخدمات المقدمة. كما أشار إلى أن الوزارة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، خصوصًا الذكاء الاصطناعي، الذي يتم استخدامه بشكل تطوعي من قبل الكفاءات التونسية في الخارج لتحسين دقة تشخيص صور الأشعة والتصوير بالرنين المغناطيسي
أعلن الوزير أيضًا عن دخول منصّة ذكية لقراءة صور الأشعة حيز الخدمة قريبًا بتكلفة تقدر بحوالي 12.5 مليون دينار، بفضل جهود تطوعية من مهندسين تونسيين بارزين. كما ستعتمد الوزارة قريبًا برمجيات تستخدم الذكاء الاصطناعي في عدد من التخصصات الطبية مثل طب العيون والأمراض المزمنة مع ضمان حماية المعطيات الصحية
وفي سياق آخر، تحدث الفرجاني عن سعي تونس لتطوير صناعة الأدوية، خصوصًا من خلال التوجه نحو تصدير الأدوية إلى إفريقيا، التي تعد سوقًا واعدة، حيث تستهلك القارة نسبة ضئيلة جدًا من الأدوية التي تنتجها. كما أعلن عن تنظيم أكبر مؤتمر للصيادلة في إفريقيا قريبًا
وتسعى الوزارة إلى التحكم في تكاليف الأدوية من خلال تعزيز استخدام الأدوية المخصصة وفقًا لاحتياجات كل مريض على حدة، مع التركيز على تحفيز الكفاءات الطبية للعمل في المناطق الداخلية. كما أشار الوزير إلى أن زياراته للمؤسسات الصحية في مختلف المناطق تهدف إلى اتخاذ قرارات عملية لتطوير هذه المؤسسات وضمان وصول الخدمات الصحية إلى الجميع
الفريق الطبي في تونس يمتلك من الكفاءات ما يساعد على تطوير المنظومة الصحية، لكن يبقى التحدي الأكبر في كيفية تنفيذ هذه الإصلاحات العميقة بنجاح، وضمان أن تواكب البنية التحتية التكنولوجية هذا التوسع