“Lumières Femmes et”صدور الترجمة الفرنسية لكتاب “تونس التأنيث والتنوير”
. وهل يمكن تجاهل رأي المرأة عند صياغة مشروع فكري-تقدّمي في تونس عادلة وحرّة
عن دارخرّيف للنشر”Lumières Femmes et ” تونس- تزامنا صدور الكتاب مع احتفال المرأة التونسية بعيدها يوم 13 أوت، صدر للكاتب والصحفي النونسي نورالدين بالطيب كتاب يحمل عنوان
والكتاب هو الترجمة الفرنسية للنسخة العربية التي صدرت السنة الماضية، وفي ذات المناسبة، بعنوان “تونس التأنيث والتنوير”. تحمل الترجمة إمضاء الصحافية والكاتبة فائزة المسعودي، وبتقديم المؤرّخ وأستاذ التاريخ المعاصر عبدالجليل بوقرة
يحمل هذا الكتاب خصوصيته من كونه يؤرّخ لحقبة هامة من تاريخ تونس الحديث ولكن بعين مختلفة ويقدّم قراءة مغايرة للواقع الراهن من خلال حوارات أجراها نورالدين بالطيب مع مجموعة من أبرز الباحثات والأكاديميات التونسيات
وعن ذلك كتب عبدالجلبل بوقرة في مقدمته للكتاب قائلا: لم يختر نورالدين بالطّيب في كتابه الجديد “تونس… التأنيث والتّنوير”، تكرار الحديث عن بديهيات أصبحت معلومة لدى الجميع، بل اختار تضمين كتابه حوارات مع صنفٍ من النساء لم يكتفين بالقيام بدورهن كمدرّسات بل جازفن بالقيام بمغامرة التفكير والتّدبير والنّظر في سؤال قديم متجدّد “لماذا تقدّم الغرب وتخلّف المسلمون.
محاورة نورالدين بالطيب لمفكّرات من تونس تندرج في سياق اهتماماته طيلة ممارسته لمهنة الصّحافة على امتداد ثلاثة عقود، إذا اختار “خطّا تحريريّا” لم يحد عنه وهو الكتابة عن الثقافة التونسية والاشتغال على مشروع ثقافي فكري وطني ينهض بتونس ويتقدّم بها. وهل يمكن تجاهل رأي المرأة عند صياغة أيّ مشروع فكري- ثقافي تقدّمي أو التفكير في تونس جديدة عادلة وحرّة؟
أجاب عن هذا السؤال كل من ألفة يوسف وزهية جويرو وهالة الوردي وآمال قرامي وزينب التوجاني ورجاء بن سلامة وآمنة الرميلي وآمنة الجبلاوي وجليلة طريطر وابتسام الوسلاتي. 10 نساء، منهم ست جامعيات، اختارهم نورالدين بالطيب لبيان جهود فكرية والتأريخ وللكتابة عن المرأة وعن تونس التنوير بشكل مختلف
وهذا ما حفّز فائزة المسعودي على ترجمة الكتاب، وهي إذا تقول في كلمتها: “عندما طلب مني المؤلف ترجمة هذا الكتاب، لم أتردد لحظة، لأنني مثله أؤمن بأهمية الدور الذي تلعبه المرأة في بناء البلاد، وهذا عبر التاريخ. يشهد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم على روح الرؤية الواضحة والتحليل المناسب للقضايا التي تعيق تطور العالم العربي وتحديثه. تجمع هذه المجموعة من المقابلات بين نساء جامعيات تونسيات يشغلن مكانا مهما جدا في المشهد الثقافي والفكري التونسي. إنهن يبحثن دائمًا عن جوهر وتأثير الفكر والثقافة العربية”
يهدي نورالدين بالطيب إلى نساء تونس اللواتي كنّ حصنا حمى مشروع التنوير في تونس متسلّحات بما أنجزته المرأة التونسية عبر مختلف محطّات تونس قديمها وحديثها وبالمشروع الذي وضع أسسه مع الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي “نجده حاضرا كل تفاصيل الكتاب”، على حد تعبير نورالدين بالطيب.
وقد توشّح الغلاف بصورة لبورقيبة خلال استقباله لعدد من الشابات التونسيات لتكريمهن، وصادف أن تكون السيدة التي يصافحها بورقيبة في تونس الكاتبة والمناضلة النسوية جليلة حفصية التي غيّبها الموت يوم 10 أوت 2023، بعد مسيرة ثرية في المجال الثقافي والإبداعي والحقوقي تتوجّ صورة المرأة التونسية وتقدّم نموذجا يشجّع التونسيات على المضي قدما في مسار الدفاع عن حقوقهن الذي مازال مليئا بالتحديات