يحتفل العالم اليوم، في 1 ماي من كل عام، بعيد العمال تكريماً لتضحيات العمال في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية. في مثل هذا اليوم من عام 1886، نظّم العمال في شيكاغو إضراباً شاملاً للمطالبة بتحديد ساعات العمل تحت شعار “ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع”. لكن الاحتجاجات السلمية تحوّلت إلى مأساة عندما فتحت الشرطة النار على المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل عدد منهم. لاحقاً، ألقيت قنبلة وسط تجمّع للشرطة، مما أسفر عن مقتل 11 شخصاً، بينهم 7 من رجال الشرطة. نتيجة لهذه الأحداث، تم إعدام 4 من قادة العمال، في حين حكم على آخرين بالسجن لفترات متفاوتة
أول من احتفل بعيد العمال كان في أستراليا، تلتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أصبحت المناسبة رمزاً عالمياً للنضال العمالي. وفي تونس، يعود تاريخ الاحتفال بهذا اليوم إلى عام 1946، مع تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل، ليُقرّ الاحتفال رسمياً في 1948، ليصبح بذلك أول عيد قانوني في البلاد، يُعطى فيه العاملون حق التوقف عن العمل مع دفع الأجور
اليوم، وبعد مرور أكثر من سبعة عقود، تحيي تونس ذكرى عيد العمال وسط تحديات اقتصادية كبيرة، حيث تتراوح نسبة البطالة بين 15 و16%. هذه النسبة المرتفعة تثير العديد من التساؤلات حول جدوى الاحتفال بعيد العمال في ظل غياب فرص العمل وتدهور الظروف المعيشية للكثير من المواطنين. في هذا السياق، تزداد الدعوات للتحركات الاحتجاجية من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، متسائلين عن مدى تحقيق الشعارات التي رفعها العمال في الماضي
إذًا، يظل عيد العمال في تونس مناسبة للتذكير بالتاريخ الطويل لنضال العمال من أجل حقوقهم، لكنه يظل اليوم أيضاً فرصة للحديث عن الواقع الصعب الذي يعيشه العديد من التونسيين في سوق العمل