أصبح الذكاء الاصطناعي جزءا أساسيا من تطور العديد من القطاعات حول العالم وقد بدأ يأخذ مكانة متقدمة في دعم التنمية المحلية بفضل قدراته الكبيرة على تحسين إدارة الموارد وتعزيز الابتكار وخلق فرص جديدة للنمو الاقتصادي فهو يوفر حلولا ذكية وفعالة لمجتمعات محلية تسعى إلى تحسين مستوى المعيشة واستغلال أفضل لإمكانيات التنمية المستدامة
يعد قطاع الفلاحة من أبرز المستفيدين من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خاصة في المناطق الريفية حيث تساعد التقنيات الذكية على تحسين الإنتاجية من خلال جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالطقس والتربة واستهلاك المياه ومن خلال هذه المعلومات يصبح بإمكان الفلاحين اتخاذ قرارات أكثر دقة بخصوص توقيت الزرع وري المحاصيل واستعمال الأسمدة مما يقلل من الهدر ويرفع من جودة المحصول
علاوة على ذلك يساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع التعليم والتدريب خاصة في المناطق البعيدة من خلال منصات التعليم عن بعد التي تفتح آفاقا جديدة للفلاحين وللنساء الريفيات تحديدا حيث تتيح لهم الوصول إلى موارد تعليمية متطورة تساهم في تحسين الإنتاج وتطوير المهارات وتقلص الفجوة التعليمية بين الأرياف والمدن الكبرى
ورغم المخاوف المتعلقة بتأثير التكنولوجيا على الوظائف التقليدية إلا أن الذكاء الاصطناعي يفتح الباب أمام فرص عمل جديدة ويعزز الابتكار داخل المجتمعات المحلية حيث توفر المشاريع المعتمدة على هذه التقنية فرصا في مجالات صيانة الأنظمة الذكية وتطوير البرمجيات وتكوين الأفراد على استخدام هذه الأدوات الحديثة
الذكاء الاصطناعي اليوم لم يعد مجرد ترف تكنولوجي بل أصبح أداة فعالة يمكن توظيفها لدفع عجلة التنمية المحلية وتحقيق مستقبل أكثر استدامة وعدلا من خلال حسن استغلال إمكانياته تستطيع المجتمعات تحسين جودة الحياة والنهوض بالاقتصاد المحلي وتعزيز التماسك الاجتماعي